شبح الظلام يهدد القصير أعرق مدن البحر الأحمر
المواطنون يستجيرون .. والشعبيون مغيبون مع مصالحهم الشخصية
أين الأجهزة الرقابية مما ينفق على المحطات المتهالكة دون تحقيق النتائج؟؟ ألم يكن ذلك إهدارا للمال العام
تحقيق حمدى عبدالحافظ
مدينة القصير التاريخية وأقدم مدن محافظة البحر الأحمر مهددة بالظلام في أي لحظة بسبب تدهور حالة الكهرباء وضعف التيار الكهربائي لتهالك المحولات الثلاثة بمحطة توليد المدينة والتي أصبحت غير قادرة على مواجهة أحمال المدينة وتوسعاتها يعود ذلك إلى الإهمال والتسيب وإنفاق الكثير دون جدوى على ثلاث مولدات قديمة تحتاج إلى تكهينها واستبدالها بمحطات بديلة رغم علم مسئولي الكهرباء بالبحر الأحمر وعلى مستوى شركة كهرباء القناة حيث تحتوى المحطة الأولى على أربع ماكينات من المفترض أن تنتج 3 ميجاوات على الأقل إلا أن إنتاجها لا يزيد عن نصف ميجاوات رغم ماتم من صرف وإنفاق عليها بأكثر من خمسة ملايين تقريبا حيث كانت معدات هذه المحطة في سفاجا وتم نقلها للعمل بالقصير بعد أن دخلت كهرباء الشبكة الموحدة لسفاجا ورغم العمرات التي قامت بها شركة الكهرباء لهذه المعدات والتي يكلفت ملايين الجنيهات أيضا إلا أنها لم تصلح للعمل أكثر من خمسة أشهر فقط حتى دخلت في عمرة أخرى ولم تعمل حتى الآن . أما المحطة الثانية والتي تحتوى على ثلاث ماكينات توليد في أمس الحاجة لإجراء عمرات وتجديد لها أيضا رغم أن هناك واحدة تعمل وحدها على تغطية نصف استهلاك المدينة ولا يوجد لها بديل رغم تعديها ساعات العمرة بأكثر من الضعفين حيث أن ساعات العمرة لهذه الوحدات لا يزيد عن 25 ألف ساعة تشغيل . إلا أن الشركة قامت على تشغيلها أكثر من 65 ألف ساعة منذ أكثر من عام ونصف . أما المحطة الثالثة وهى وحدات مان وعددهم أربع وحدات تم نقلها جميعا من جنوب سيناء ومتهالكة حيث كانت إحداها سببا في نشوب حريق من قبل كاد أن يحدث كارثة ويدمر المحطة بأكملها منذ أكثر من عامين بسبب انفجار ماسورة السولار المتهالكة . أما الوحدات الثلاثة الأخرى فتعمل بطاقة إنتاجية لا تتعدى 60% من أحمالها الكلية وجميعها يحتاج عمرات وتجديد وصيانة مما يجعل الأمر في غاية السوء ويزيد الموقف تعقيدا . الأمر الذي اضطرت معه الشركة بالاستعانة بثلاث ماكينات طوارىء وتشغيلها في الشوارع من قبل للتخفيف عن المحطات الثلاثة التي حالت دون إنتاج عشرة ميجاوات وهى ما تحتاجه المدينة على الأقل تقديرا . يعود ذلك إلى سوء التصرف وإدارة العمل بين قطاعي الإنتاج والتوزيع حيث أن شركة التوزيع لا يعنيها حالة الماكينات عند التشغيل بسبب انشغالها بتحصيل الأموال فقط وتحقيق المكاسب والأرباح لزيادة المكآفأت والأرباح السنوية للعاملين بها رغم المعاناة التي يلقونها الاهالى من ضعف الكهرباء وانقطاعه المستمر بالأحياء مما يعرض الأجهزة الكهربائية بالمنازل للتلف والإهلاك . والغريب أن شركة كهرباء القناة بالبحر الأحمر لم تصغ لصرخات المواطنين ومخاوفهم ولم تسمع للنداءات والتحذيرات المتكررة من الأجهزة الشعبية والتي قام بها الدكتور محمود عبدالبديع عضو مجلس محلى المحافظة والذي وجه نداؤه لرئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء من خلال المجلس الشعبي للمحافظة يحثه فيها على ضرورة التدخل لإنقاذ الوضع الذي ينذر بسوء الحالة ويأمل في تحرك سريع قبل وقوع المدينة في شبح الظلام وتوقف عجلة التنمية بها . وعلى صعيد آخر فقد رصدت جريدة الجيل الحالة عبر لقائها بالمواطنين .. فكما يقول أسامة سليمان أننا نقوم بسداد الفواتير المبالغ في تقديرها رغم سوء الحالة وانقطاع التيار عن المنازل باستمرار ونخشى من سوء الحالة أكثر من ذلك ويحل بنا الظلام بعد غروب الشمس مباشرة . أما حامد خيرالله فيخشى ظلام الليل على الأطفال والصغار من تعرضهم للدغ الحشرات الضارة خصوصا وأن المنطقة التي يسكنها جبلية وقاصية عن المدينة والكتلة السكنية المأمونة . ويضيف محمود صديق فيقول لماذا لا تقوم الشركة على إصلاح هذه المولدات أو شراء الجديد منها مادامت هي مصدر ربحها وثرائها وتحقيق مكاسب العاملين بها ، ويتساءل أين المسئولين بالمحافظة أليس من الضروري التدخل للضغط على الشركة لتصحيح هذه الأوضاع رغم توافر السيولة لديها شهريا من حصيلة ما يتم تحصيله من الناس . أما حامد جودة فيتساءل كيف تقوم شركة التوزيع بإنارة القرى السياحية والمنشآت السياحية على حساب المدينة إذ أن المفترض والطبيعي قيام هذه القرى والمنشآت بتدبير مواردها الكهربائية بمعرفتها كما جاء بدراسات جدواها عند الموافقة على تخصيص الأرض لإقامة المشروع وهذه مخاوف لابد وضعها في الاعتبار وندخر ما تبقى من جهد متواضع للماكينات المتهالكة لتسيير الأمور للاهالى والمدينة إذ لابد من تدخل المهندس مجدى القبيصى لدى شركة الكهرباء بشراء ماكينات جديدة تدخل الخدمة بدلا من المحطات المتهالكة لاستيفاء الالتزام القانوني تجاه المواطن قبل الغير . وفى نهاية الجولة فقد أكد محمود عبدالبديع على أن القصير أقدم مدينة على ساحل البحر الأحمر وقد عانت الكثير في مشاكل الكهرباء والمياه وغير ذلك رغم أنها لعبت دورا كبيرا في تنمية اقتصاد مصر من استخراج وبيع الخامات التعدينية والفوسفات بالنقد الاجنبى ، ويكفى أنها البادئة في اعمار صحراء محافظة البحر الأحمر قبل أكثر من مائتي عام على الأقل وشهدت حروب تاريخية ومواقع حربية منذ الحملة الفرنسية على مصر ويتساءل أليس من العدل والإنصاف أن تحيا هذه المدينة بالخدمات بدلا من تجاهلها في الماء والكهرباء ونحن في مستها القرن الواحد والعشرين ؟؟